مرّ نحو أسبوعين على أزمة سفينة "سي ووتش 3" العالقة في ميناء لامبيدوزا، والآن سمحت السلطات الإيطالية بإجلاء أحد المهاجرين ممن تدهورت حالتهم الصحية من على متن السفينة، برفقة شقيقه القاصر، ليبقى 40 مهاجرا عالقين دون حل واضح. إذ يرفض وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني، استقبال هؤلاء اللاجئين، بل حتى إنه هدد بنشر قوات أمنية في الميناء بعد أن تحدّته قبطانة السفينة، ودخلت المياه الإقليمية الإيطالية أول أمس الأربعاء (26 حزيران/ يونيو).
ولكن عمدة مدينة مونستر الألمانية، ماركوس ليفي، جدد اقتراح إدارة المدينة القاضي باستقبال ثلاثة لاجئين على متن السفينة "Sea-Watch 3". وكان ليفي قد أرسل خطابا بالفعل إلى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أخبرها بالقرار، مؤكدا أنه يحظى بدعم العديد من أبناء المدينة.
مدن ألمانية أخرى ترغب بالمشاركة
إلى جانب مونستر أبدت عدة مدن ألمانية في ولاية شمال الراين ويستفاليا رغبتها في استقبال لاجئين على متن السفينة التي ترسو مقابل جزيرة لامبيدوزا وما تزال تمنعها السلطات الإيطالية من الرسو في الميناء. حيث طلب كل من عمدة مدن: كولونيا ودورتموند ودوسلدورف وفيتر من وزير الداخلية الاتحادي هورست زيهوفر الاتصال بالسلطات الإيطالية وإعلامهم حول استعداد المدن المذكرة لاستقبال اللاجئين.
ولكي تتمكن المدن الألمانية من استقبال اللاجئين ينبغي أن تتفق ألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي أولا على عملية توزيع المهاجرين. وكانت ناديا كايلولي مراسلة قناة "WDR"، والتي تتواجد على متن السفينة، أنه تم إعلام اللاجئين على متن السفينة برغبة المدن الألمانية في استقبالهم. لكن ذلك يتطلب مصادقة السلطات الإيطالية وهو ما لم يتحقق لغاية الآن بحسب المراسلة الألمانية.
لاجئون عالقون
يذكر أن سفينة الإنقاذ الألمانية "سي-ووتش 3" تمكنت من إنقاذ 53 مهاجرا قبالة سواحل ليبيا في (12 حزيران/ يونيو) وافقت إيطاليا على استقبال 11 منهم لأسباب طبية وإنسانية، في حين أنها رفضت استقبال الباقين منهم.
وبموجب مرسوم حكومي صدر مؤخرا من وزير الداخلية االإيطالي ماتيو سالفيني، تتعرض سفن الإنقاذ التي تستهين بأوامر الابتعاد عن المياه الإيطالية لغرامة تترواح قيمتها بين 10 آلاف و50 ألف يورو. وبحسب سالفيني، يجب على سي ووتش أخذ المهاجرين إلى ألمانيا أو هولندا وهي الدولة التي ترفع السفينة علمها. وكانت منظمة الإنقاذ الألمانية قد طلبت في السابق من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أن تأمر إيطاليا باستقبال سفنها، ولكن المحكمة ومقرها ستراسبورغ رفضت الالتماس.
تهديد بالدخول عنوة
وكانت كارولا ريكيت قبطان سفينة "سي ووتش3" دخلت المياه الإقليمية الإيطالية عنوة يوم الأربعاء معتبرة أن حياة عشرات المهاجرين مهددة، وقالت خلال مقابلة صحفية "قررت الدخول إلى ميناء لامبيدوزا، أدرك خطورة ما أقوم به ولكن الـ42 ناجيا أرهقوا، سآخذ السفينة إلى شاطئ الأمان الآن".
ع.أ.ج/ د.ص-مهاجر نيوز
-
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
ارتفاع كبير في عدد الغرقى
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .
-
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
ستة غرقى كل يوم
حسب إحصائيات الأمم المتحدة بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا عام 2018 نحو 117 ألف شخص، وتوفي في البحر المتوسط 2275 على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 ووفاة 3139 شخصا. وحسب المفوضية، فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يوميا في المتوسط العام الماضي.
-
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
منع سفينة "سي ووتش 3" من الرسو
في آواخر عام 2018 أنقذت سفينة "سي ووتش 3"، التي تملكها منظمة إغاثة ألمانية وترفع علم هولندا، مهاجرين كانوا يستغيثون في البحر قبالة السواحل الليبية، لكن تم منعها من الرسو في إيطاليا أو مالطا.
-
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
البحث عن ملاذ آمن
بقيت "سي ووتش 3" مع المهاجرين على متنها تمخر عباب البحر بحثا عن ملاذ آمن، وتزامن ذلك مع استمرار الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال هؤلاء المهاجرين، حيث رفضت إيطاليا استقبالهم مطالبة هولندا وألمانيا بذلك، لأن السفينة ترفع علم الأولى، بينما تتخذ المنظمة المالكة لها من برلين مقرا لها.
-
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
توتر بين فرنسا وإيطاليا
في ظل الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من الغرق في المتوسط، تصاعد التوتر بين فرنسا وإيطاليا، إذ تتهم روما باريس بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا، وترى إيطاليا أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، وهو ما يشجع على تهريب البشر.
-
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
ألمانيا لن تستمر في مهمة "صوفيا"
مع تصاعد التوتر والخلاف الأوروبي حول ملف الهجرة واللاجئين، أعلنت ألمانيا أنها لن ترسل أي بديل للفرقاطة التي تنتهي مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط "صوفيا" في أوائل شباط/ فبراير المقبل.
-
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
مصير مجهول!
مهمة "صوفيا" لإنقاذ اللاجئين من الغرق باتت مهددة بالانتهاء، لأن الأمر متعلق بموقف دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، إذ يجب أن توافق عليها كل الدول الأعضاء في الاتحاد. وعلاوة على ذلك تطالب إيطاليا بتغيير قواعد وشروط المهمة. في هذا السياق صرح وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سلفيني أن سفن المهاجرين التي كان يتم إنقاذها ترسو في الموانئ الإيطالية وبالتالي "إما يجب تغيير القواعد، أو إنهاء المهمة".
-
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
بارقة أمل
لكن رغم كل هذا الخلاف والتوتر، هناك بارقة أمل في تحسن الوضع خلال العام الجاري وتجاوز الدول الأوروبية لخلافاتها حول ملف الهجرة واللاجئين. فقد أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي أن اتفاق تقاسم مهاجرين مع ستّ دول أوروبية أخرى (فرنسا وألمانيا والبرتغال ومالطا ورومانيا ولوكسمبورغ) سيتيح إنزال وإنقاذ المهاجرين العالقين على متن سفينة"سي ووتش 3". إعداد: عارف جابو
الكاتب: عارف جابو